وهكذا قاد عجل واحد نفق منذ ثلاثة قرون مائة ألف رجل

Share:


كان عجل ذات يوم سائراً في غابة قديمة في طريقه إلي بيته،
ولكنه اتخذ طريقاً آخر كثير التعاريج، ومنذ ذلك الحين مضت ثلاثمائة سنة، ولابد أن العجل قد مات، ولكنه خلف وراءه أثره، وها هنا مغزي قصتى :
ففي اليوم التالي إقتفي أثر هذه الجرة كلب شريد كان يسير في ذلك الطريق، ثم تلاه كبش إقتفي ذلك الأثر في الوديان والوهاد، والقطيع يتبعه،
ومنذ ذلك اليوم اختط طريق فوق الربي والوديان خلال تلك الغابات القديمة،
ومضت السنوات خفافاً سراعاً، وأصبح هذا الطريق شارعاً في قرية، ولم يكد الناس يدركون ما حدث حتى صار شارعاً مزدحماً في مدينة، وسرعان ما أصبح هذا الشارع هو الطريق الرئيسي في عاصمة كبرى شهيرة،

وظل الناس طوال قرنين ونصف قرن يسيرون في اثر ذلك العجل . ففي كل يوم كان مائة ألف من الناس يتبعون ذلك العجل حينما ذهب، وفوق طريقه المتعرج المتكسر سارت حركة مرور قارة بأكملها،

وهكذا قاد عجل واحد نفق منذ ثلاثة قرون مائة ألف رجل ظلوا يقتفون اثره، مضيعين مائة عام سدى في كل يوم .