ستصبحين إمرأة عظيمة

Share:



نظرت خلفي فوجدت أن السنين قد مضت وأنا لاهية وسط فوضى عارمة ، نظرت وتأملت فوجدت نفساّ صغيرة بريئة ذات عينين كبيرتين وشعر أشقر ؛ثم إقتربت أكثر ثم أكثر وتمعنت في تلك النفس ، وجدتها جالسة تحت أشجار المشمش تفكر وتحمل في يديها اﻷزهار المتساقطة من الشجر وتضعها على شعرها فزادته جمالاً على جمال .
ثم بقيت تفكر وتنظر إلى تلك الأزهار وتسأل نفسها :هل ستبقى هذه اﻷزهار نضرة حتى بعد سقوطها ألن تموت ..... ،أجل ستموت
نظرت إلى نفسها وقالت: أنا سأكون مثل هذه اﻷزهار إن لم أعتني بنفسي ؛سأموت مثلها إن لم أهتم وأطور من نفسي ،
ثم سألت نفسها : ماهو حلمي ؟ كانت صغيرة لكنها تحلم بالغد المشرق ،كانت تملك قلباً نقياً صافياً وخيالاّ واسعاً .
وقفت أنظر إلى البيت الذي تسكنه وكأنني أعرفه منذ زمن بعيد تأملتها تجري وتلعب هناك وتنادي على أمها
أمي أين أنت؟
-- أنا هنا ياصغيرتي ؛في المطبخ .
فنظرت إليها وابتسمت وقالت: من فعل هذا بشعرك أيتها اﻷميرة .
أنا ياأمي .
-- هل تحبين اﻷزهار يا حلوتي ؟
كثيراً إنني أعشقها .
-- لماذا تحبينها ؟
لأنها جميلة وهادئة مثلك تماماً يا أمي .
طبعت على خدها الصغير قبلة وقالت :
سأخبرك بشيء .
ماهو قالت بلهفة.
-- إنني أرى أنك ستصبحين إمرأة عظيمة جداً .
فنظرت إليها وهي تبتسم وقالت:
لكن يا أمي كيف يصبح الإنسان عظيماً .
قالت وهي ترجع إلى عجن الخبز :
عندما يملك قلباّ شجاعاً وإرادة عالية وهمة مشتعلة ويكون مناصراّ للحق عندئذ سيصبح المرء عظيماً .
وأنا غارقة في أفكاري أتأمل تلك الفتاة الصغيرة إذا بي الباب يُفتح ،فانتبهت ونظرت إلى الباب فوجدته زبوناً يريد شراء بعض اﻷشياء لزوجته .
فور خروجه عدت للتفكير وسألت نفسي ... مالذي أفعله هنا؟ أليس من المفروض أن أكون في الجامعة أجهز لشهادة الدكتوراة ؟ لماذا أتعبت نفسي بالتسجيل لكي أدخل اﻹمتحان ؟ ثم تركته في أخر لحظة .
أفكار تأتي بأخرى وصور من الماضي تتشابك مع بعضها البعض أتهرب منها أريد نسيانها .
من الصعب أن نمشي في طريق طويل جداً ونقطع مسافات كبيرة جداً ثم ننظر ورائنا ونقول هذه ليست الحياة التي نريد أن نعيشها هذه ليست أهدفنا الحقيقة بل فرضت علينا ونحن ودون وعي منا إنطلقنا لتحقيقها كالعميان لانبصر شيئا مما يخبئه لنا القدر .


ياسمين
https://www.facebook.com/profile.php?id=100008405479040