أيها الحاضرِ الغائب ... أنا أحبّ.

Share:


أيها الحاضرِ الغائب ... أنا أحبّ.
أحبُّ رجلًا يفعلُ ما يقول، لستُ مطالبةً بانتظاره، فهو هنا حاضرٌ متى احتجتُه، أحتلُّ تفاصيلَ يومِه، يقولُ أنّه خُلقَ ليحبَّني وأنْ لا قيمةَ للحياةِ دوني. ورغمَ انشغالاتِه التي لا تعرفُ نهايةً، إلا أنْ لا أحدَ ولا شيءَ يحتلُّ أولوياتِ قائمتِه سواي.
سيُطوِّعُ جهدَ مقاومتي، وسيجمعُنا بيتٌ وسيُرزقُ مني بأطفال، هكذا يقولُ لي مداعبًا كل يوم، "هي مسألةُ وقت لا أكثر حبيبتي وستحملينَ اسمي، وطفلًا مني".
أيها الحاضرُ الغائب، أكاد أراكَ تسأل، ماذا حدثَ لمن كان حبيبًا كتبتُ لكَ عنه عُمرًا بأكملِه، لقد أضفتُه إلى قائمةِ قُصاصاتي البالية.
قبل أن أتجاوزَ ما "لم يكن بيننا"،
نعم، فهو لم يشأ قَطّ أن يسمّي ما كان بيننا، سألت نفسي مرارًا، كيف يمكن لِما يجمعُ بين أي حبيبين على وجهِ الأرضِ أن يفرقَ بيننا؟
كلانا يرى الحبَّ خطيئةً كبرى، لا نكِلّ من محاولات التطهرِ منها، كلانا سئِم سيناريوهاتِ العشق الفاشلةِ المتكررةِ مع من سبقونا ممن عرَفناهُم أو لم نعرِفْهم.
قرّرتُ أن أمحقَه من ذاكرتي كأنْ لم يكن، فلقد مللتُ أن أحتاجَه فلا أجِدْه، أشتاقَه فيُمنَعُ عليّ الإفصاح، أحبَّه فلا يحقّ لي البوْح.
كم تمنيتُ أن أقولَ له في آخرِ لقاءٍ لنا "ابقى هنا أو خُذني معك، احتضنّي حتى أندثرَ فلا أفارقُك فأنا أحبك".
نعم أحببتُه، وتمنيتُ خاتَمًا يزيّنُ إصبعي يحملُ اسمه، لكنّ مثلي لا يجذبُها حبيبٌ مَلول لا يعني ما يقول، فما أسهلَ الاستغناءَ عمّن اشتريتُه بكل ثمين فباعني بكل يسير، أردتُهُ لكنّي استطعتُ العيشَ دونَه.
لا تقلقْ فأنا صلبةٌ لا أعرفُ الانهيار، فالجميع في حياتي قابلون للاستبدال، أولُهم هو، ليس غرورًا، فأنا موقنةٌ بأني أيضًا قابلةٌ للاستبدال في حياة أحدهم.
لا تخف عليّ، فلقد شُفيتُ منه تمامًا، بترتُه كما يُبتر عضو دامرٌ لا عملَ له. وإن التقيتُه فلن أتجاهلَه أو أدعِ عدمَ معرِفتِه، فهذا فعلُ الضعفاءِ المراهقين، بل على العكس سأحيّيه، وأبتسمُ في وجهِه، وأتمنى له أنْ يكونَ سعيدًا مِثلي.
أيها الحاضرُ الغائب، أنا أحبّ، أحب رجلًا حقيقيًا.


KatiNina
https://www.facebook.com/profile.php?id=100008442457541