آراء أناتول فرانس 1

Share:


آراء أناتول فرانس 1

نحن نضع اللانهاية في الحب؛ ليس هذا ذنب النساء.

 

 

حب الرجال دنيء، لكنه قد يسمو إلى ذُرى الآلام، فيوصل إلى لله.

 

 

إذا أحببتِ وأحُببتِ، فاصنعي ما ترين أنْ تصنعي.

 

 

ولكن لا تمزجي بالحب المصالح والشئون التي لا شأن للحب معها.

 

 

سيُعفى عن ذنوب الحب، بل إنَّ المرء لا يذنب متى أحب، ولكن الحب الشهواني يقوم
بعناصرالبغضوالأثرة والغضب، بقدر ما يدخل فيه من عنصرالحب.

 

 

ما من حب حقيقي إلَّا فيه أثر من الشهوانية.

 

 

لا يحب المرء حقيقةً إلَّا إذا أَحَبَّ لغير علة.

 

 

إنَّ ما يجعلك تشتهي وتحب لقوةٌ لطيفة هائلة أكبر سلطانًا من الجمال، يجد الرجل امرأةً
بين ألف، فإذا أخذها لم يستطع قط أنْ يدعها، وهو يريدها أبدًا ولن يزال. إنَّ زهرة
جسدها هي التي ترمي نداء الحب الذي لا بُرء منه، بل شيء آخر لا يمكن الإفصاح عنه
هو روح جسدها.

 

 

يحب المرء؛ لأنه يحب ورغم كلشيء.

 

 

من العبث البقاء في هذه الدنيا متى أصبحت عاجزًا عن أنْ تحب.

 

 

المرأة المحبة لا تخاف جهنم، ولا ترغب في الجنة.

 

 

هو الحب الذي يهب الأشياء جمالها.

 

 

لنا الحب في هذه الدنيا، ولكن ثمنه الموت، لو لم يكن حتمًا علينا أنْ نموت لما أمكن تصور

 

 

الحياء خطيئة كبيرة نحو الحب.

 

 

لا يُعطى الحب كما تُعطى جائزة الفضيلة، ولن تقتل دناءةُ المرأة شعورك نحوها، بل إنَّ
دناءتها قد تحييه.

 

 

إنَّ هذا الحيوان البشري مركب على أن لا يكون فاضلًا عفيفًا إلَّا بعيب فيه.

 

 

الجمال يحفظه الحب، وجسد النساء يتغذى بالقُبَل كما يتغذى النحل بالأزهار.

 

 

من شئون الحب ما تأتيه المرأة بغير مبالاة، لاهيةً عنه بغريزة المرأة، وبفعل العادة والروح
التقليدي؛ لتجرب سلطانها ولتسرَّ بمشاهدة آثاره.


نريد أنْ يحبنا الرجال، فإذا أحبونا عذبونا أو أسأمونا.


آه ليس هينًا على المرأة أنْ تقول ما تحب وما لا تحب.


إني لتروعني السرعة التي قد يَفسد بها الرجل الفاضل.

   


لا يحب النساء حبٍّا حقٍّا إلَّا أنانيٌّ.


لا يعرف السعداء كثيرًا من أمر الحياة، فإن الألم هو مربي الإنسانية الأكبر، علَّمها الفنون
والآداب والشعر، وأوحى إليها بالبطولة وبالرحمة، وهو الذي يجعل للحياة قيمةً؛ إذ يتيح
لنا أنْ نقدم الحياة قربانا؛ الألم المحسن الذي يضع اللانهاية في الحب.


أولى لك أنْ تكون المخدوع أحيانًا، فقد علمتنا الحياة أنَّ المرء لا يكون سعيدًا إلَّا بقليل من
الجهل.

 
أمن المستطاع أنْ تعزِّي محزونًا دون كذب؟!




امرأة محجبة تمشي في سبيلها منذ وجدت الدنيا؛ يدعونها الملانخوليا.


سواء أعلم المرء أم لم يعلم فهو يتكلم، ليس يُعلم كلشيء، ولكن كلشيء يقال.


كتبي يا كتبي! لا يقول أحد في كتابه شيئًا مما يود أنْ يقول، وما كان لامرئ أنْ يعرب عن
مكنونات نفسه، نعم أنا قادر كغيري على أنْ أحدِّث بقلمي، ولكن ما الكلام وما الكتابة؟
سخافة؛ أي سخافة! لو فكرتَ في هذه الإشارات التي تتألفمنها المقاطع والكلمات والجمل
لأشفقت، ماذا يبقى من الفكر الجميل تحت هذه الهيروغليفات الغريبة المألوفة معًا؟ ماذا
يصنع القارئ بالصفحة التي أكتبها؟ سلسلة من معانٍ مغلوطة، ومن معانٍ معكوسة،
ليس المرء إذ يقرأ ويسمع إلَّا مترجمًا، وقد توجد ترجمات حسنة، ولكن « لا معاني » ومن
لن توجد ترجمات أمينة. ماذا يهمني أنْ يعجبوا بمؤلفاتي إذا كانوا لا يعجبون إلَّا بما
يضعونه فيها؟ إنَّ كل قارئ يبدل برؤيانا رؤياه، وغاية ما في الأمر أنا نعطيه سوطًا يهيج
مخيلته.

 

 

لن تزالي يا حبيبتي لغزًا في معناه المجهول ملذات الحياة وأهوال الموت، لا تخشي أنْ
تعطيني نفسك، سأشتهيك أبدًا، وسأجهلك أبدًا. هل قُدِّر لامرئ أنْ يملك المرأة التي يحب؟
وهل كانت القُبَل إلَّا جهودًا يبذلها يأس ناعم؟ إني إذا ما ضممتك إلى صدري لا أفتأ
أطلبك، لن أحوزك قط؛ لأني فيك أطلب المحال واللامتناهي.

 

 

ليس في هذه الحياة أجمل من الأهواء، لكنها خرقاء، والحب أجملها وأبعدها عن الصواب.

 

 

لا تنسَ أنَّ الجمال من فضائل هذه الدنيا.

 

 

إنَّ الأشياء الجميلة محببة إلى النفس؛ لأنها تزين الحياة، والشيء الجميل يوازي عملًا من
أعمال الخير، بل من أعمال الخير أنْ تؤلف باقة زهر جميلة.

 

 

ليس في الدنيا ما هو أكبر سلطانًا من الجمال.

 

 

لو خُيرت بين الجمال والحقيقة لما ترددت بل اخترت الجمال، يقين أنه يحمل حقيقةً أعلى
وأبعد غورًا من الحقيقة عينها، وأجرؤ على القول إنه لا حق في الدنيا إلَّا ما هو جميل،
الجمال أسمى كشفٍ عن الإلهي أذُن لنا أنْ نعرفه.

 

 

أيسر عليك أنْ تَعد بسعادة كبرى من أنْ تعطيها.

 

 

أنا أفهم كلشيء، ولكن من الأشياء ما تعافه نفسي.

 

 

ما يبدو لنا أنه حسن فهو حسن، وما يبدو لنا أنه قبيح فهو قبيح. ليس الشر على
الحقيقة إلَّا في بذل الجهد وعدم الرضى، إذن فلا نجهد قوانا ولنكن راضين، لا نضرب
الأشرار لئلا نصبح مثلهم، وإذا أسعدنا الحظ بأن نكون فقراء بالفعل، فلا نجعل أنفسنا
أغنياء بالفكر، متعلقي القلوب بمتاع الدنيا مخافة أنْ نشقى أو نظلم الناس؛ لنصبر على
الاضطهاد، ولتكن كئوس الحب التي تحيل ما يُصب فيها من سم زعاف بلسمًا شافيًا.

 

 

ليس الخير في الإنسان، ولا يدري الإنسان ما هو خير؛ لأنه لا يعرف طبيعته، ولا ما يُراد
به، قد يكون الشرفيما يراه خيرًا، والضرر فيما يراه نفعًا، هو عاجز عن اختيار ما يصلح
له؛ لأنه لا يعلم ما هي حاجاته؛ كالطفل الصغير الذي يجلس في البرية، فيمتصحشيشة
الحمرة غير عالم أنها سم لكن أمه تعلم؛ لذلك فالخير كله هو أنْ يعمل المرء بمشيئة لله.

 

 

يُورث كل تبدل يطرأ وإن تمنيناه كثيرًا حزنًا وغمٍّا؛ لأن ما نتركه جزء منا، ينبغي أنْ
نموت في حياة لندخل حياةً أخرى.

 

 

لا أعتقد أنَّ البشرأخيار بالفطرة، وأرى أنهم على الضد من ذلك، لا يخرجون من وحشيتهم
الأولى إلَّا ببطء وجهد؛ لينظموا نظامَيْ عدل غير أكيد وخير غير دائم، ولا يزال بعيدًا الزمن
الذي يصبحون فيه وادعين، يعطف بعضهم على بعض، ولا تقاتل أمة منهم أمةً، بل
تُخبأ الصور التي تمثل الحروب؛ لأنها منافية للأخلاق الحسنة، يُخجِل منظرها الناظرين،
وأرى أنَّ ملكوت العنف سيدوم طويلًا، وأنَّ الشعوب لن يكف أحدها عن تمزيق الآخر
لأسباب تافهة، وأنَّ أبناء الشعب الواحد سيسلب بعضهم بعضًا القوت الضروري بدلًا من
أنْ يتقاسموه قسمةً عادلةً، ولكني على يقين من أنَّ البشرأقل وحشيةً وفظاظةً، إذا كانوا
أقل بؤسًا وشقاءً، وإنَّ ترقى الصناعة سيؤدي في النهاية إلى تلطيف الطباع، لقد قال لي
عالم نباتي: إنَّ شجر البوت إذا نُقل من أرضجرداء إلى أرضخصبة تبدل بشوكه زهرًا.

 

 

لا أخشى القول إننا لا نفهم اليوم بيت شعر من الإلياذة والكوميديا الإلهية بالمعنى الذي
أرادوه في الأصل. الحياة تبدُّل مستمر، وحياة أفكارنا الباقية بعد موتنا لا تخرج من
سلطان هذا الناموس؛ ليست باقيةً إلَّا بشرط أنْ تبعد رويدًا رويدًا عما كانت إذا ولدتها
نفوسنا، وسيعجب الناسَ منا ما هو غريب عنا.

 

 

إنَّ الحقائق التي يهتدي إليها العقل عقيمة، والقلب وحده قادر على أنْ يجعل أحلامنا
منتجةً؛ إذ يفيض حياةً على كل ما يحبه، بالعاطفة تبذر بذور الخير في الدنيا، ولم يؤتَ
العقل هذه القدرة، إذا شئت أنْ تنفع الناس فاطرح العقل كما تطرح متاعًا مربكًا يعوق
سيرك، وارتفع بأجنحة الحماسة، أمَّا إذا تعقلت فلن تحلق في السماء.

 

 

من الحسن أنْ يكون القلب ساذجًا والفهم غير ساذج.

 

 

الاعتراف حاجة في النفس لا تغلب.

 

 

لا مراء في أنَّ جسم المرأة أقل جمالًا من جسم الرجل؛ لأنه يضم نفسًا أقل حسنًا من نفسه.
النساء عابثات مخاصمات، منصرفات إلى السفاسف، عاجزات عن حمل الأفكار السامية،
وعن إتيان الأعمال العظيمة، وكثيرًا ما يعمي المرضبصائرهن.
ومع ذلك، فقد كان في رومة وأثينة عذارى وأمهات ترأسن عن جدارة الاحتفالات
الدينية، ورفعن القرابين إلى المذابح، وفي الآلهة من اصطفوا العذارى لتلقي وحيهم،
،« أبوللون » زينب رأسها بعصائب « كاساندر » وكشف حجب المستقبل لأعين الناس، هذه
خلدها غرام إله؛ إذ عهد إليها بحراسة « جوترنا » وتنبأت بهلاك أهل طروادة، وهذه
الينابيع في رومة.

 

 

ليقل لومبروزو ومودزلي ما شاءا، فقد يكون امرؤٌ مجرم دون أنْ يكون مجنونًا أو عليلًا.
في الإجرام بدأت الإنسانية حيلتها، وكان الإجرام قبل التاريخ قاعدةً لا مستثنى، ولا يزال
كذلك في عصرنا عند جماعة المتوحشين، يمكن القول: إنه كان والفضيلة واحدًا بالأصل،
يقتل كل يوم ثلاث « متزا » ولمَّا ينفصل عنها في ظهراني زنوج أفريقية الوسطى، كان الملك
نسوة أو أربعًا من حريمه، وأمر ذات يوم بقتل إحداهن لأنها أهدته زهرةً، ثم اتصل الملك
متزا بالإنكليز، فأظهر ذكاءً نادرًا واستعدادًا عجيبًا لفهم أفكار المتمدنين.
كيف لا نقر بهذا كله، وهذه الطبيعة نفسها تعلم الإجرام؟! يقتل الحيوانات بعضها
بعضًا؛ لافتراسها أو بعامل الغيرة المحنقة أو لغير علة، فمن الحيوان إذن مجرمون، إنَّ
ضراء النحل مخيف، وكثيرًا ما تفترس الأرانب صغارها، والذئاب يأكل بعضها بعضًا
خلافًا لما في الأمثال، لقد شوهدت أورانغ أوتانغ أنثى تقتل عذولةً لها، هذه جرائم، فإذا
كانت العجماوات التي ترتكبها غير مسئولة عنها، فالطبيعة أحرى أنْ تتهم بها؛ إنَّ
الطبيعة جعلت الإنسان والحيوان في حالات من البؤس لا تُطاق.
ولكن لله! ما أسمى هذا الجهد المنصور الذي يبذله الإنسان ليتحرر من قيود الإجرام
العتيقة، وما أعظمصرح الآداب الذي يشيده حجرًا حجرًا، لقد نظم البشرالعدل تدريجًا،
فأصبح العنف حالة استثنائية بعد أنْ كان في العصور السالفة قاعدةً عامةً، أصبح داءً
من الأدواء، وشيئًا لا يمكن التوفيق بينه وبين الحياة كما عملها الإنسان بفضل صبره
وشجاعته، لا يتسرب الإجرام إلى مجتمع إلَّا قرضه قرضًا وأكله أكلًا، كان المغذي الأول
لأهل الكهوف، فأصبح اليوم سجان البؤساء الذين يطلبون العيش فيه.
القتل عادة في الحيوان ولا سيما في الإنسان، كان الرأي في الجماعات الإنسانية الأولى
أنه عمل جليل، وما زال في آدابنا وأوضاعنا آثار من ذلك الإجلال الماضي.

 

 

بأي حق تسأل المرء أنْ يضحي حياته إذا سلبته الأمل في حياة أخرى؟

 

 

وبالجملة فإن النقد لا قيمة له إلَّا قيمة الناقد، فكلما كان ذاتيٍّا كان أبلغ في تشويق القارئ
وإغرائه.
إنَّ النقد كالفلسفة، والتاريخ نوع من القصصتنتفع به العقول الراجحة المتطلعة
إلى المعرفة، وكل قصة على الحقيقة سيرة يكتبها القصصيعن نفسه، وخير ناقد من يقص
عليك حوادث روحه ووقائعها بين آيات الفن.
لا يوجد نقد موضوعي، وهؤلاء الذين يباهون بأنهم يضعون في فنهم شيئًا غير
أنفسهم، مغترون بأشد الآراء خطلًا، فإن المرء لا يخرج من ذاته، وفي هذا العجز إحدى
خصاصات بني الإنسان، أيُّ شيء لا نعطيه كي نرى — ولو دقيقةً واحدةً — السماء
والأرض بعيني ذبابة، أو كي نفهم الطبيعة بدماغ قرد خشن؟ لكن هذا محظور علينا،
رجلًا يذكر أنه كان امرأةً. كلنا سجين « تريزياس » فليس أحدنا بقادر على أنْ يكون مثل
كأنه من ذاته في سجن أبدي، وخير ما نصنع هو أنْ نقر مختارين بهذه الحالة الرهيبة،
وأن نحدِّث عن أنفسنا كلما أعيانا الصمت.
إنَّ النقد هو آخر أنواع الأدب ظهورًا، ولعله سيتمثلها ويحتويها جميعًا؛ لأنه ملائم
أحسن ملاءمة لهذا المجتمع الذي أدرك في المدينة شأوًا بعيدًا، فأصبح غنيٍّا بالذكريات،
قديم عهد بالتقليدات، وهو خير ما تمنحه الإنسانية المثقفة المهذبة المتطلعة، ولكن ينبغي
ليكون نافعًا أنْ يقوم بثقافة أوسع مما تقتضيه الأنواع الأدبية الأخرى، هذا النقد الذي
أوجده سان أفرمون وبايل ومونتسكيو متصل بالفلسفة والتاريخ على السواء، لم ينمُ
نموه إلَّا لأنه نشأ في عصر كانت حرية الفكر فيه مطلقةً، فحل محل العلم الإلهي، وإذا
أولًا « سنت بوف » بحثنا عن الإمام الأكبر في القرن التاسع عشر لم يذهب الفكر إلَّا إلى
وآخرًا.

 

 

لو وُفقنا إلى معرفة كل ما في الكون من أسرار، لأصابتنا سآمة لا شفاء منها.

 

 

إذا أعُجبت جماعة من الناس بكتاب، فأبدى كل واحد سبب إعجابه، انقلب الاتفاق خلافًا
وشقاقًا، فإن القراء يرضون في الكتاب الواحد عن أشياء متضادة لا يمكن أنْ توجد جميعًا
فيه.

 

 

من المؤلفات الممتعة التي لم تؤلف بعدُ كتابٌ في تاريخ التبدلات الطارئة على نقد إحدى
الطرف الأدبية التي شغلت الأذهان كثيرًا، كهملت والكوميديا الإلهية والإلياذة.

 

 

مما يلاحظ في فرنسة أنَّ المُبتلين بالصم يكثرون بين نقاد الموسيقى، كما أنَّ المبتلين بالعمى
يكثرون بين نقاد النحت والتصوير، ولعل هذا مما ييسر لهم الانصراف الكلي إلى مسائل
الفن.

 

 

ماذا يهمك أنْ تعلم بمَ يؤمن المرء؟ فالمهم هو أنْ يؤمن، وماذا يهمك أنْ تعلم فيم يؤمل؟
فالمهم هو أنْ يؤمل.

 

 

من الحمق العظيم أنْ تحتقر خطرًا يهددك.

 

 

لعل الفضول رأس الفضائل الإنسانية، نريد أنْ نعلم وإنْ يكن مقدرًا علينا ألَّا نعلم شيئًا،
ولكننا على كل نعارضاللغز الكوني الذي يكتنفنا بتفكير مستمر وأبصار جريئة، وليس
لكل أقيسة الجدليين أنْ تشفينا — لحسن الحظ — من هذا القلق الشديد الذي يثير
نفوسنا أمام المجهول.

 

 

إنَّ الشهوات أقوى من الإرادات، فهي التي خلقت الدنيا ولا تزال تحملها.

 

 

في احتضار الآلهة مدعاة حزن لا ينتهي.

 

 

من فرج النفوس أنْ يُبدَّل اسم المجهول زمنًا بعد زمن.

 

 

ليس الآلهة بخالدين أكثر من الناس.

 

 

إذا كان الجمال ظلٍّا، فليست الشهوة إلَّا برقًا، فلماذا تزعم أنَّ اشتهاء الجمال جنون؟
أليس معقولًا أنْ ينضم ما يزول إلى ما لا يدوم، وأنْ يأكل الشعاع الخلب الظل الزاحف.

 

 

في الهموم تسلية عظيمة.

 

 

ليس التعليم إلَّا فنٍّا يوقَظ به التطلع في النفوس الفتية، ثم يكفى ويُعطى حاجته، ولا
يكون التطلع حيٍّا صحيحًا إلَّا في النفوس الهانئة الراضية، فإن المعارف التي تُحشر في
الأفهام عَنْوةً وقسرًا تسدها وتخنقها. يجب أنْ تؤكل المعرفة بشهية لتهضم.

 

 

مذ علمت أنَّ الكائنات ليست إلَّا صورًا متحولة في الوهم الكوني العظيم، أصبحت وبي
ميل إلى الوداعة والحزن والرحمة.

 

 

يختلف كل مخلوق بشري باختلاف الناظر إليه، حتى إنه ليصح القول إنَّ المرأة الواحدة
لم يأخذها رجلان قط.

 

 

ينتج الخطأ عن ضعف في الخلق، أكثر مما ينتج عن ضعف في الإدراك.

 

 

في الصبيات طموح فطري إلى قطف الأزهار والنجوم، ولكن النجوم لا تمكن أحدًا من
قطفها؛ هكذا يعلمن أنَّ في الدنيا رغبات لن تُكفى.

 

 

لا وجود للزمان والمكان، ولا وجود للمادة، إنَّ ما نسميه بهذه الأسماء هو ما لا نعرفه؛
أعني الحاجز الذي تتحطم عليه حواسنا، نحن لا نعرفإلَّا وجودًا واحدًا هو الفكر؛ فالفكر
.« سيريوس » ويسمه باسمه لما وجد « سيريوس » يخلق العالم، ولو لم يزن الفكر نجم

 

 

ينمو روح النقد في حالات خاصة نادرة، دون أنْ يحدث أثرًا بليغًا في عقائد البشر؛ لأنها
غير خاضعة لحكم العقل، قد تكون فاسدةً، ولكن فسادها لا يجردها من السلطان الذي
تخضع له النفوس، ومن الأقوال الشائعة أن فيها عزاءً وسلوى، ولكن لو تدبرنا الأمر
لعلمنا أنَّ الناس في الأغلب يفيدون منها لذةً أقلَّ من الخوف الذي يمسهم.

 

 

أجل، إنَّ الذرات الكيموية التي اجتمعت لتؤلف هذه المرأة تعرض على الأنظار مجموعة
جميلة، لكن هذا لهوٌ من الطبيعة، ولا تعلم الذرات ما هي صانعة، وستفترق ذات يوم
بمثل عدم المبالاة الذي اجتمعت به، أين الذرات التي تألفت منها لاييسوكليوباطرة؟ أنا لا
أعارضفي أنَّ من النساء بارعات الجمال، لكنهن جميعًا خاضعات لضروب من التشويه
ولحالات تعافها النفس، هذا ما يراه ذوو النظر، على حين أنَّ عامة الناس لا يعيرونه
التفاتًا، إنَّ النساء يوحين بالحب، وإنْ يكن من الخطل حبك إياهن.

 

 

أمَّا ما نعلمه من أمر المرأة التي نحبها، ونوفق إلى حله من أحجيتها، وننفذ إليه من خفايا
نفسها … الحقيقة هي أنَّ النصبة المتحركة والمرأة الحية في هذا الأمر سواء.

 

 

كلشيء يسخر منا؛ السماء والكواكب، والمطر والنسيم، والظل والنور، والمرأة.

 

 

أحسب أنه ليس في الدنيا ما يحكيسرعة نسيان المرأة، وأعني نسيانها ما كان في نظرها
كلشيء، إنَّ المرأة بما أوتيت من قدرة على أنْ تنسى وأنْ تحب؛ لقوة من قوى الطبيعة.
النظر إلى امرأة حسناء نعمة كبرى على الرجل الفاضل.

 

 

علمنا من أقدم الأزمنة أنَّ آلهة النساء ليسوا من الشدة في شيء، بل إنهم متحلون بعفو
غير متناهٍ عن خطيئات القلب والحواس.

 

 

لقد بلغتْ السنَّ التي يعوز المرأة فيها أنْ تكون معشوقةً كي تظل جميلة.

 

 

ما شاء، فإن الأرنب يسبق السلحفاة دائمًا، كما أنَّ النبوغ يفوز على « لافونتين » ليقل
حسن الإرادة.

 

 

ليس لبني آدم في حياتهم إلَّا همَّان اثنان: الجوع والحب.

 

 

الإنسان نبات تقتله العواصف إذ تقتلعه.

 

 

الإنسان في جوهره حيوان أحمق، وليست ترقياته العقلية إلَّا جهود قلقه الباطلة.

 

 

لو كنت خالق الرجل والمرأة لما خلقتهما على الصورة التي نعرفها؛ صورة ذوات الثدي
العليا أو القرود، كما هما في الواقع، بل كنت أخلقهما على صورة الحشرات التي تعيش
أولًا في شكل الديدان، ثم تتحول إلى فراشات لا همَّ لها في آخر العمر إلَّا أنْ تحب وتكون
جميلةً … ولكنت إذن أجعل الشبيبة في نهاية الحياة الإنسانية. إنَّ لبعض الحشرات في
آخر تحولاتها أجنحةً، وليس لها معدة، ولا يُعاد خلقها ثانيةً على هذه الصورة المطهرة
إلَّا لتحب ساعة وتموت بعدها.

 

 

كيفالسبيل إلى الاعتقاد بأن الأفكار الدينية تصلح الأخلاق، وهذا تاريخ الشعوب المسيحية
نسيج من الحروب والمذابح والاضطهادات، لا أخالك تطمع في أنْ يكون أحدنا أحسن
تقوى من أبناء الأديرة، إذن فهذه طوائف الرهبان على اختلاف أنواعها؛ السود والبيض
والكبوشيين وهلمجرا، سواء في أنها ارتكبتضروب الجرائم الفظيعة، كان قضاة ديوان
التفتيش وكهنة العصبة الكاثوليكية متورعين، وكانوا أيضًا قساة الأكباد، ولست محدثًا
عن البابوات الذين لطخوا العالم بالدم؛ حتى ليشك المرء في أنهم كانوا يؤمنون بحياة
أخرى، الحقيقة هي أنَّ البشر حيوانات شريرة، وأنهم يظلون أشرارًا أَثناء افتكارهم
بالعبور من هذه الدنيا إلى الآخرة.

 

 

النساء والأطباء وحدهم يعلمون أنَّ الكذبضروري فيه منافع للناس.

 

 

المصيبة أفضل معلم وخير صديق، فهي التي تهدينا إلى معنى الحياة.

 

 

رُبَّ رجل يقتحم الموت غير وجل، ولا يجرؤ على التفرد برأي في الآداب.

 

 

لم يأتِ زمن تبدلت الآداب والأفكار فيه طفرةً، فإن أعظم التبدلات الطارئة على الحياة
الاجتماعية تحصل دون أنْ يشعر بها أحد، ولا تُرى إلَّا عن بُعد، كذلك لا يعيرها الذين
يجتازونها أقل التفات.

 

 

لا يمكن تصور العالم إلَّا رمزًا، وما فيه مجازات من القول يتهجاها الرجل العامي دون
أنْ يفهم لها معنًى.

 

 

في أعماق قلوبنا جميعًا ميل إلى الأعاجيب، يحبها أحسننا تفكيرًا دون أنْ يؤمن بها، وليس
حبه أقل من حبنا إياها، أجل نحن مغرمون بالأعاجيب غرام اليائس، وإنْ كنا نعلم أنه
لا وجود لها علم يقين، بل هذا وحده ما نعلمه علم يقين، فإن وُجدت الأعاجيب لم تكن
أعاجيب؛ لأن الشرط فيها ألَّا توجد؛ لو عاد الأموات لكان أمرًا طبيعيٍّا لا أمرًا عجيبًا أنْ
في الأقاصيصالقديمة، « لوسيوس » يعود الأموات، ولو أمكن تحوُّل البشرإلى حيوانات مثل
لكان هذا التحول طبيعيٍّا، ولما أدهشنا بأشد من تحول الحشرات. لا سبيل إلى الخروج
من الطبيعة، وفي هذا اليقين من موجبات اليأسما فيه، إنَّ الممكن لا يكفينا، فنحن نطلب
المستحيل، ولكن المستحيل هو ما لا يتحقق أبدًا.

 

 

هذه الدنيا تُنغصعليَّ رجائي في الآخرة، أخشى أنْ تشبه تلك هذه، وهو عيب كبير يؤخذ
عليها.

 

 

هذا الكون كما كشف العلم عنه، يورث سأمًا قاتلًا، فإن كل الشموس قطرات من النار،
وكل السيارات قطرات من الوحل.

 

 

كلما أعجبنا بعظمة السماء ينبغي أنْ نعجب أيضًا بصغرنا، فإن على حقارتنا تتوقف
جلالة الكون، أليس الكون في ذاته صغيرًا أو كبيرًا؟ فلو كان يصغر فجأةً حتى يصير
كرأسالدبوس، لما استطعنا أنْ نفطن إلى ذلك، ثم إنَّ نظرية الزمان متصلة بنظرية المكان،
فلو جاز في هذا الافتراض أيضًا أنْ تُطفأ كل شموس المجرة والسديم بمثل السرعة التي
تنطفئ بهاشرارة السيكارة، إذن لما بدا لأجيال البشر جميعًا أنَّ الأعمال والأيام والمسرات
والأحزان قد نقصت دقيقةً واحدةً.

 

 

في كل رأي باطل شر مستطير. يحسب بعضهم أنَّ الحالمين أيقاظًا لا يسيئون قط وهو
حسبان خطأ، فإن أبعد التخيلات عن الإساءة في الظاهر قد تحدث في الحقيقة أسوأ فعل؛
لأنها تبعث في النفوس كراهة الواقع والاشمئزاز من الموجود.

 

 

إنَّ أسطع الحقائق جعجعة لفظية باطلة عند الذين يُكرهون على قبولها، أتريد إكراهي
على قبول ما تفهم أنت وما لا أفهم أنا؟! إنك إذن جاعل فيَّ لا شيئًا مفهومًا، بل شيئًا غير
مفهوم.

 

 

الحقيقة كالشمس لا يراها إلَّا من كانت له عين النسر.

 

 

لا يصل المرء إلى أسمى الحقائق وأطهرها بحسن التفكير، بل بقوة الشعور، ولما كانت
النساء أقوى شعورًا من الرجال، فإن سموهن إلى اكتناه الحقائق الربانية أيسر فيهن
موهبة النبوة، وهل كان تمثيل أبوللون السيتاري ويسوع الناصري في ثياب فضفاضة
كالنساء عن عبث؟!

 

 

ليس موضوع الفن الحقيقة، ينبغي أنْ تطلب الحقيقة في العلوم؛ لأن موضوعها الحقيقة،
ولا ينبغي أنْ تطلبها في الأدب الذي لا يصح أنْ يكون موضوعه شيئًا غير الجمال.

 

 

ليست الحقائق العلمية محببةً إلى قلوب العامة، فإن الشعوب تحيا بالميثولوجيا، وتتناول
من الأساطير كل مبادئ العرفان التي تحتاج إليها، وقليلة ما هي. إنَّ بضع أكاذيب كافية
لإسعاد ملايين من الناس، وبالجملة ليسللحقيقة سلطان على البشر، ولو كان لها سلطان
لكان هذا مدعاة أسف؛ لأن الحقيقة مضادة لطبيعتهم بقدر ما هي مضادة لمصالحهم.

 

 

من الخطأ الفاحش الاعتقاد بأن الحقائق العلمية تختلف في جوهرها عن حقائق العوام،
فإنها لا تختلف عنها إلَّا من حيث الاتساع والدقة، وهذا من الوجهة العملية فرق جسيم،
ولكن لا ننسَ أنَّ تحقيق العالم ينتهي عند ظاهر الحادثة دون أنْ ينفذ إلى جوهرها،
أو يمسك بطرف من طبائع الأشياء. هذه العين وإنْ تكن مسلحةً بالمجهر، لن تزال عين
إنسان تبصرأكثر من العيون العزلاء، ولكنها لا تبصربشكل آخر، وقد يكثر العالم من
بيان صلات الإنسان بالطبيعة، ولكنه عاجز عن اكتناه جوهر هذه الصلات، وقد يرى
العالم كيف تحدث بعضالحادثات التي تغيب عنا، ولكن يُحظر عليه ما يحظر علينا من
معرفة علة حدوثها.
إذا طلبت في العلم عبرةً وموعظةً كنت عرضةً لأمر الخيبات.

 

 

إنَّ رأي الجمهور لا يوازي تضحية رغبة واحدة من رغباتنا.

 

 

يحتاج أكثر الناس إلىشيء من الزينة ليبدوَ أنهم عظام.

 

 

كلشيء عكرٌ في النفوس العكرة.

 

 

لا يمكن أنْ يكون الموت أكمل من الحياة.

 

 

كان وجه الموت قبيحًا، ووقعه أليمًا، وما زال. إذا قال بعضهم: لا ينبغي الخوف منه؛ لأن
المرء إذ يموت يصبح غير موجود ليس إلَّا؛ أجبناه: وهذا لا يمنع أنَّ فكرة الساعة الأخيرة
ملأى بالآلام والأهوال.

 

 

ليس للأموات إلَّا الحياة التي يعيرهم إياها الأحياء.

 

 

يحترم الناسالموت؛ لأنهم يرون — وهو الصواب — أنه إذا كان موت المرء يُجل، فسيكون
كل واحد موضع الإجلال مرةً بالأقل.

 

 

ما جيلٌ من الناس بالقياس إلى أجيال الموتى التي لا تحصى؟ وما إرادتنا التي لا تعمر
أكثر من يوم أمام إرادتهم التي مرت عليها قرون متطاولة؟ هل من سبيل إلى الثورة
عليهم؟ بل نحن لم نؤتَ من الوقت ما يكفي لأن نعصيهم.

 

 

من الأمور المشاهدة أنه لا شيء أهون على الناس من الموت في سبيل ألفاظ لا معنى لها،
كنت في صباي أحسب أنَّ العمل » :« نقلًا عن هوميروس » إذ قال ؛« أجاكس » وهذا ما عناه
قاله أجاكس بن أويلي. «… أقوى من القول، فإذا بي أعلم اليوم أنَّ القول أقوى

 

 

أكثر ما يتنازع الناس فعلى ألفاظ، ومن أجل ألفاظ يقتلون ويُقتلون بطيب خاطر.

 

 

الحركات الجميلة موسيقى العيون.

 

 

ما هو المثل الأعلى الذي لم يعرفه الإنسان ولم يعِش به حينًا من الدهر؟ لقد عبد آلهةً
غلاظ الأكباد، ودان بأديان كفر وزندقة، وما زال يدين بمثلها. هو هنا يؤمل آمالًا أبديةً،
وهناك يعبد اليأسوالموت والعدم، وهو حيث كان يعمل بنظام أخلاقي معين؛ إذ يستحيل
أنْ يعيش بلا آداب تسوسه.
أمَّا والآدابضرورية لحياة المجتمع، فلا سبيل ولو اجتمعت نظريات العالم كلها إلى
الأمهات الفينيقيات عن إرضاعصغارهن؟! « مولوخ » غلبتها والقضاء عليها، هل كف الإله

 

 

لم يعدم رأي في الآداب طائفةً من الناس تؤيده وتدعو إليه، وإذا توافقت آراء عدة؛ فلأن
أكثر الأخلاقيين كان همهم ألَّا يخالفوا شعور الجمهور وغريزة العامة، ولو أنهم أصغوا
لصوت العقل وحده، لقادهم في سبل مختلفة إلى أغرب النتائج، كما هو مشاهد في بعض
الفرق الدينية التي أغرت العزلة واضعيها بازدراء إجماع الناس الذي لم يُبنَ على الروية.

 

 

ليسأفعل في النفوسمن سحر الأشياء المحجوبة، ولا جمال بلا نقاب يصونه، فإن الإنسان
لا يؤثر على المجهول شيئًا، ولولا الأحلام لما نهضبعبء الحياة أحد. ليس في الحياة خير
من هذا الشيء الذي لا نعرفه، ولكن يخيل لنا أنه فيها. إنَّ الموجود أو الواقع يفيد في صنع
الخيال أو المثل الأعلى — سواء بإجادة أم بغير إجادة — ولعل هذه أعظم فوائده.

 

 

إنَّ المؤلفات التي يجمع الناس على الإعجاب بها، هي التي لا يُعمِل الروية فيها أحد؛
يأخذونها كما يؤخذ الحمل الثمين الذي ينالونه آخرين دون أنْ ينظروا فيه، أم حسبت
من الإغريق واللاتين، بل من الفرنسيس أيضًا، كثيرًا « الكلاسيك » أنَّ في تقبلنا مؤلفات
من حرية الرأي؟ وهذا الذوق الذي يدفعنا إلى كتاب عصري، ويدفعنا عن كتاب آخر هل
تحسبه حرٍّا، أم هو مبني على ظروف لا شأن لمضمون الكتاب فيها، أهمها روح التقليد
الذي ليس في عالمَيِ الإنسان والحيوان، أعظم منه سلطانًا؟ إنَّ روح التقليد ضروري
لنعيش دون أنْ نضلَّ كثيرًا؛ هو مسيطر على أعمالنا وعلى ذائقتنا الفنية، ولولاه لكانت
الآراء الأدبية والأحكام الفنية أشد اختلافًا مما هي. إذا نال كتاب بضعة أصوات لسبب
من الأسباب، نال بعد ذلك بفعل التقليد أصواتًا لا تُحصى، فالأصوات الأولى وحدها كانت
حرةً، أمَّا ما عداها فأصوات تابعة طائعة، وإذن لا معنى ولا قيمة ولا ميزة لها، ولكن عن
كثرتها ينشأ المجد. كل شيء متوقف على بداية صغيرة، فالمؤلفات التي تلقاها الجمهور
بعدم الرضى منذ ظهورها لن يكون لها في المستقبل حظ من القبول، والمؤلفات التي
اشتهرت منذ البداية لن تزال مبجلةً، رغم أنها قد تصبح غير مفهومة، وفي هذا دلالة على
أنَّ الإجماع منشَؤُه التقليد، يزول بزواله.