يكفيني أنني كنت يوماً ... حياً و سعيداً ...

Share:


هل تذكرين تلك الأسوار التي بنيتها ؟
لتحميني من قسوة العالم ...
من قسوتك أنتِ ...
هي تتحطم بالكامل الآن
هي تتساقط واحدة ... واحدة
هي حتى لم تقاوم ... ولو قليلا
فقط ... سقطت بدون أن تصدر أي صوت
لا يزال ألمها بداخلي
لا يزال بداخلي يتآكل بروية
حزن رهيب يعتصر بقبضته القلب
أحاسيس تحطمني بمجرد التفكير فيها
وخوف يهز المتن ... يهز الكيان والروح
هو الخوف من المجهول
الخوف من عودتك ...
محملة بمزيد من الألم والأسى ...
أنا ألعنك ...
أنا ألعن تلك الذاكرة ...
لا تلبث تعيدني سنوات إلى الوراء
ذكريات فرحت لنسيانها
لأجل صدفة غبية
يعود كل شيء إلى السطح
أشياء تدمي القلب قبل العيون
صرت أمرر شريط الذكريات
وأفكر في كل اللحظات ...
في كل شيء كان ... ومضى
لو يأتي النوم الآن ...
لو يأتي نوم طويل و نسيان
فكلما أردت نسيانك
يزيد تفكيري فيك
تزيد مرساتك تجذراً في داخلي
لا حركة تنفع ... ولا هروب ينجح
كل قانون أنا وضعته أنت خرقتيه
تركتِ المساحة لنفسك ...
لتقتربي مني ... أكثر و أكثر
وتزيدي جرعة آلامي
جرعة كرهي لك ...
أتعلمين لما بت أحس بأنني أشقى الناس ؟
لأنني أصبحت فعلاً من أولئك ...
أولئك الذين لا يملكون القوة ...
للتحكم في قلوبهم .. في مشاعرهم
فيعشقون أرواحاً قاسية قسوة الحياة ...
فلا هم سُعِدُوا بالحب ...
ولا هم إستطاعوا الإنفلات منه ...
هذا أنا ... لم يبقى فيّٙ شيء
إلا وفعلتيه لي ...
بإرادتي ... وبإرادتك ...
يكفيني أنني كنت يوماً ... حياً و سعيداً ...