سرى في أعماقي حزن عميق

Share:


سرى في أعماقي حزن عميق
سرى ... حتى مجرى العروق
وأنا منتصف بحر عبراته غريق
لا أعرف للسباحة طريق
تلفحني نسمات صمت وسكون
وجسدي بات لا يطيق
آلام تعزف أوتارها
وترمي بثقل أوزارها
على متني الضعيف
غدت وحدتي .. رفيق السكن
تحاكيني .. وأحاكيها
صرت أقرب لها .. وأدري مآسيها
أبانت لي أمانيها المجنونة
وددت لو أنّي لا أجاريها
أفقت من سباتي
وأظن العالم ما زال في سباته
بت هاربا من كل شيء
وخلفي سراب البعد و النسيان
يريدان مسكي .. يريدان تطويقي
أكملت سيري .. والظلام ينير طريقي
قد صارت الظلمة رفيق دربي
الألم والأسى يعرفان تفاصيلي
و الخوف قد غزى كل تفكيري
كنت كمن قبلي
بان له بأن البحر رفيق
غير أنه خذلني
أول ما سقط مجذافي
تركني للأمواج غريق
أتذكرون ذاك الأسى الذي دفنته
تضاعف حجمه .. و تطاولت ثناياه
جنيت منه الألم و البؤس والحرمان
وصرت من بعده لا أنام
والآن .. لم أجد غير الوحدة
أداوي بها جروحي
وعجزت عن مداواة قلبي
فات كل عمري وأنا أبحث الأمن والأمان
أبحث عن الإنسان في الإنسان
أفتش ذاكرتي عن مخرج
وكالعادة تسبق بقايا شخص .. كل منفذ
سكن الروح والجسد
بحثت عن الفرح من بعده وكل الذي لاقيته
بقايا سعادة وجبال من الأحزان
بحثت وسط القسوة عن حظن يدفيني
ومثل كل مرة
بقايا الحظن تمد أناملها نحوي
لتطوق ما بقي مني
بحثت عن العمر الطويل
فلم أجد غير القبور أقلب أكفانها
ربما أجد في زواياها ما أريد
بحثت عن الوفاء وسط أكوام الخيانة
بحثت عن روح لم تلمسها يد الأحزان
بحثت عن ليل حالك يسكنني وأسكنه
ضاع حلمي .. وكبريائي زاد شموخه
كأشجار يهزها الريح لم تتحرك قيد أنمله
ماذا أفعل بكبرياء لا يسمن ولا يغني
ولا يدري حتى ما يفعله
سألت الليل هل نكمل المسير أو نتوقف هنا ؟
فرد الليل بحسرة .. لم نتجاوز إلا القليل .. ..