كل جميل فرحة أبدية

Share:


كل جميل فرحة أبدية، عذوبته تزداد علي طول المدي ، ولن تصير إلى فناء أبداً . بل ستقيم لنا دوماً عريشة ظليلة هادئة نخلد إليها، وتتيح لنا نوماً عامراً بالأحلام العذاب ، والصحة ، وناعم الأنفاس ...
ولذا نحن في كل صباح ننسج شريطاً من الورود والأزاهير ، كي يربطنا بالأرض . علي الرغم من الأسى القانط ، والافتقار القاسي الي الطبائع النبيلة .
وعلي الرغم من الأيام الكالحة المتجهمة ، ومن سائر الأساليب العليلةالحالكة السواد التي علينا أن نتخذها في سعينا علي الأرض . أجل ، بالرغم من هذا كله تنبري صورة جميلة فتزيح غطاء الموت عن أرواحنا المكتئبة .
كأن تكون تلك الصورة الحسناء الشمس أو القمر أو الأشجار العتيقة والشابة التي تنبت العطايا الظليلة للأغنام ترعاها ، أو تكون في أزهار برية يحف بها عالمها الأخضر النضير الذي تعيش فيه . أو جداول صافية تقيم لنفسها من فوفها غطاء يحميها من مواسم القيظ ،

وهكذا أيضاً تفعل بنا المقادير العظيمة ، التي تتخيلها للراحلين العظماء ذوي البأس ، ممن سمعنا أو قرأنا أقاصيصهم الجميلة . فكل ذلك ينبوع لا يغيض من الشراب الخالد ، ينصب في نفوسنا من علياء السماء .....


كيتس