إذا كنت محباً محبوباً .... كن سعيداً , فقد دللتك الحياة ,وضمتك إلى أبنائها المختارين , وأرتك الألوهية عطفها فى تبادل القلوب, واجتمع النصفان التائهان فى المجاهل المدلهمة , فتجلت لهما بدائع الفجر , وهنأتهما الشموس بما لم تهتد بعد إليه فى دورتها بين الأفلاك , وأفضى إليهما الأثير بمكنون أسراره .
إذا كنت محباً غير محبوب ... كن سعيداً
لأن النابذ يحب المنبوذ فى أعلى طبقات كيانه ـ حباً لا يدانيه افتتانه بمن يهوى، والهجران حالة جمة المعانى والألغاز ترقق ما ضخم من الرغبات وتصفى ما عكر من الانفعالات حتى يغدو الفؤاد شفافاً نورانياً متلألئاً . ولسوف تفوز بمن تريد إن لم يكن في تلك الصورة الأنسية المتباعدة ففى سواها.
تهيأ للحب مهما أثقلتك المشاعر لأن للحب هبّات وسكنات، وأنت لا تعرف ساعة مروره، كن عظيما ليختارك الحب العظيم، وإلا فنصيبك حبّ يسف التراب ويتمراغ فى الأوحال، فتظل علي ما أنت أو تهبط به بدلاً من أن تسمو إلي أبراج لم ترها عين ولم تخطر عجائبها علي قلب بشر، لأن هياكل مطالبنا إنما تقام علي خرائط وهمية وضعتها منا الأشواق.
مى زيادة
