الحزن كالتجاعيد

Share:


الحزن كالتجاعيد.. حين يقرر أحدهما سكنى قلب أو روح أو وجه إنسان.. يتسلل فى هدوء .. يذوب فى أنسجة الجلد قطعة قطعة.
الحزن كالتجاعيد وكلاهما كالسرطان.. خلية واحدة صغيرة قد لا نشعر بها إلا وهى خلايا كثيرة،
تغزو الأعضاء، لنعلم ونعلن أننا مصابون به.
أول خليه حزن سكنت روحي .. أول خيط من خيوط التجاعيد سكن وجه أيامي.. أول مسحة ألم
على جلد أيامي ، وأيام والدي كان ذاك اليوم .. شئ ما فى قلوبنا تغير .. شئ ما فى صدورنا تكسر..
شئ صغير جداً لو حاولنا أن نمسك به.. لو حاولنا أن نعرفه ما استطعنا ..
لكنه كان كحبة مطر صغيرة سقطت على حقل كبير .. لا نحن نراها ولا هي ترويه.. لكنها بداية لطوفان آت , طوفان إسمه الحزن.
بعد رحيل أمي أصبح فى وجه والدى خط نحيل لا يراه أحد .. خط يقابله آخر أكثر نحولة على وجهي
حتى أنا نفسي لا أكاد أراه.. خط يتلوه خط، وبعد أعوام تتوالى فيها الخطوط ندرك ذات يوم أن السعادة لا تسكن وجوها رسمت عليها الأقدار لوحات الأحزان الكبيرة !!
أصبحت فى صوتي نغمة هادئة خفيضة.. أصبحت فى وجهي مسحة حانية وفي عينى طلة ساكنة.
قد يسميها الجهلاء رقة.. وقد يطلق عليها السذج حناناً لكنها شجن ورؤية، يدركها من لا يعبرون فوق الأحزان بسرعة.. يدركها من تترك الآلام على أرواحهم بصمات خفية وبعيدة.



نور عبدالمجيد

أنا شهيرة وأنا الخائن