كانت تضج بالحياة

Share:


كانت تضج بالحياة ! ... صارخة الألوان و عفوية الكلام ، دافئة ! .. و ذات تقاسيم بريئة تماماً كتلك التي تنظرها في وجوه الأطفال.
كانت رمزاً للتفاؤل ، و تجسيداً لمعنى الأمل ... دائمة الإبتسام و كثيرة العطف و الاهتمام ... باختصار ... كانت عكسه تماماً !
فهو الهادئ ، بارد الأعصاب و الذي لا يبدي أي انفعالات ... بالنسبة إليها .. كان أحجية معقدة تسعى جاهدة لحلها ، و بالنسبة إليه كانت هدية من الحياة لم يقوى أن يتقبلها ...
روحان متناقضتان ، يريد كل منهما اكتشاف الآخر لكنه لا يقوى على الاقتراب ! ...
خيط رقيق هو ذاك الذي فصل بينهما لكن لم يتجرأ أحدهما عبوره إلى ضفة نقيضه الذي يكمله ... كمياه البحر التي يفصل بينها برزخ فأبت أن تلتقي و كجبلين متقابلين لا يتزحزح أحدهما باتجاه الآخر ! ...
العجيب في أمرهما ، أنها ظلت تراقبه من بعيد ، و تتفقد أخباره من كل من يمت له بصلة .. أما هو ! فآثر أن يحفظ ذكراها و يمر بسلام ... صحيح أنهما متناقضان الى أبعد الحدود ، لكنهما اتفقا في كونهما جبناء ..

أجل ! كلاهما جبان ذا كبرياء زائف ، حرما نفسيهما من مغامرة كانت لتكون أسطورية في قصص الحب ، و بقيا كل منهما راسياً على شاطئ الوحدة ..
يمشي ، فيتذكرها ، فيركل رماله بتململ .. أما هي فبابتسامة مرة ، تكتب اسمه على مقربة من الشاطئ لتجلس طويلاً تتأمل كيف أن الموج يبتلعه .. و في خلد كل منهما يجول تساؤل واحد .. ماذا لو .. !!


بقلم .... سارة .
https://www.facebook.com/profile.php?id=100022123505388