مزمار زهيد

Share:


عندما كان بنجامين فرانكلين فى السابعة من عمره , إرتكب غلطة ظل يذكرها حتى بلغ السبعين من عمره ,
فقد وقع فى تلك السن فى غرام مزمار , واستولت عليه فكرة الحصول على هذا المزمار , فذهب إلى محل اللعب ووضع أمام البائع كل ما يملك من النقود مقابل هذا المزمار دون أن يعنى حتى بالسؤال عن ثمنه
وقد كتب بنجامين إلى صديق له عن هذه الحادثة بعد أن مضت عليها سبعون عاماً يقول : " لقد عدت إلى البيت بعد أن ابتعت ذلك المزمار والدنيا لا تسعنى من فرط السرور , فلما علم إخوتي الكبار بالثمن الذي دفعته فى هذا المزمار ضحكوا منى ساخرين , فلم يسعنى إلا أن أبكى حنقاً "
ومضت الأعوام وأصبح فرانكلين شخصية بارزة وسفيراً لأمريكا فى فرنسا ولكنه لم ينس أنه دفع ثمناً باهظاً فى مزمار زهيد القيمة
على أن الدرس الذى وعاه فرانكلين من هذه التجربة لم يكن ليقوم بمال فقد أثر عنه قوله :
" كلما كبرت وأوغلت فى خضم الحياة وتأملت تصرفات الرجال رأيت كثيرين جدا يدفعون ثمناً باهظاً فى مزمار زهيد , وأنى لأرى أن جانباً كبيراً من شقاء بنى الانسان مرجعه إلى سوء تقديرهم لقيم الأشياء .